إنتاج كتابي الإنتقال إلى منزل جديد لتلاميذ السنة السادسة من التعليم الابتدائي

 الموضوع:

بدأت عائلتكم تستعد للانتقال إلى منزلكم الجديد في حي آخر و مغادرة المسكن الذي

عشتم فيه مدة طويلة.فأثر ذلك في نفسك ....تحدث

النص:

الذكريات لا تنسى ، جمیلها و سینها ، طال الزمن أو قصر ، بعدت المسافات أو قلت ،فإن لكل

مكان ذكراه و لكل زمن ذكرياته الخاصة ، لاسيما إن كانت من الصبا ، زمن اللعب و اللهو

زمن الحكايات التي لا تنتهي مع الأجداد و الروايات الطويلة ، التي تقسم على كامل أيام الأسبوع

و كأنها مسلسل ، ننتظر وقته بشغف و نستمع للجد بانتباه و نحن حوله محلقين ، لا يوجد في

بيتنا تلفاز و لا حاسوب ، فقط مذياع خشبي قليلا ما يستخدمه والدي لسماع نشرات الأخبار

و بعض الأغاني التي لا نستطيع مجاراتها حفظا و أداء . لي غرفة صغيرة أتقاسمها مع أختي

أحلام التي تصغرني بسنة واحدة، لا سرير نملكه، و لا خزائة كبيرة تحفظ أمتعتنا، كنا لا ننام

حتى نتشاجر و لا نتشاجر حتى نروي أحلامنا و نردد حكاياتنا اليومية. فقراء نحن و لكننا سعداء

، لسنا أغنياء فنحن بسطاء جدا . و ذات مرة سمعت والدي يروي كلاما و يتحدث بحديث،

شعرت بالحزن و القلق و الخوف، سنرحل من هنا ؟ سنترك البيت الجميل الذي يحمل ذكرياتي ،

فجدرانه علمت أسراري و حفظتها ، فأرضيته تعرف وقع قدماي وعددهم ، و الساحة الصغيرة

فيه تشهد على لعبي و لعبي و خصامي مع أختي ، كيف أترك المكان الذي ألفته و ألفني .

و بعد مدة ، ليس بالبعيدة جاء أبي و الشاحنة معه ، حان موعد الرحيل و الانتقال ، موعد

الخروج من منزلنا القديم ، منزلنا الذي سأتركه دون أن أحمل ذكرياتي التي ستبقى معه بين

حيطانه ، ليت الحجار تتكلم ، فلو تكلمت لطالبتنا بالبقاء و عدم الهجران ، فالهجر يقتل العشاق ،

شرع أبي و جدي و الجيران في وضع الأمتعة داخل الشاحنة ، الشاحنة التي تنتقل من منزل إلى

منزل ، من ذكريات إلى ذكريات بين الأحياء ، أما أنا فقد مسكت بيميني محفظتي المتهرئة فهي

أغلى ما أملكه و بشمالي لعبتي المصنوعة من القطن ، و بقيت أتجول بين غرف البيت ، أنظر

السقف و لما نزلت ببصري نزل دمعي ، شاهد حزني الجميع ، فالمشاعر يفضحها الوجه ،

عندها اقترب مني أبي و أمي و الجميع ، يقولون لي من الكلام أجمله و من الحروف أرقها ،

المنزل الجديد كبير و فسيح ، ستكون لك عرفة بمفردك ، توجد به ساحة كبيرة يمكنك اللعب

هناك ، قريبة من المدرسة ، ليست بعيدة عن الملعب الرياضي ، كانوا يقولون كثيرا و كنت

أسمع قليلا ، فلا شيء أفضل من مدرستي و بيتي و أصدقائي الذين عاشوا معي بسطاء في حي

البسطاء

****

4

وصلنا للجديد فما استطاع أن ينسيني القديم، ..، مرت سنوات و ما زلت أحن لمنزلنا الأول

و ذكرياته الرائعة.

أبولبابة بلعيد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح نص حفنة تمر

شرح قصيدة الغراب و الثعلب شرح قصيدة الغراب و الثعلب

الاسم النكرة والاسم المعرفة